كسوة الكعبة المشرفة:
في التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام هجري تكون "وقفة عرفات" التي تشكل ذروة الحج. وتتزين الكعبة المشرفة لاستقبال زوار بيت الله الحرام بارتداء كسوة جديدة، بثوب من الحرير الخالص، يزينها طوال موسم الحج. وتزن الكسوة 650 كيلوجراما، وتوضع على قمة الكعبة في وسط المسجد الحرام.
ويزين الجزء العلوي من الكسوة وهو بعرض 95 سنتيمترا آياتٌ قرآنية مطرزة بخيوط فضية ملبسة بالذهب تزن 120 كيلوجراما. ويبلغ ارتفاع الكسوة 14 مترا لتتناسب مع ارتفاع الكعبة، وعرضها 47 مترا بما يكفي لتغطية جوانبها الأربعة المتساوية الطول.
ويُستورد الحرير من خارج المملكة، لكن الكسوة تُصنع في معمل خاص أقيم من أجلها منذ حوالي 30 عاما.
إن أكثر من 200 عامل سعودي من ذوي الكفاءات العالية يعملون لأكثر من 10 أشهر في إعداد الكسوة التي يجب أن تكون جاهزة قبل شهرين من الحج.
و الحرير الخام يكون باللون البني الفاتح (البيج) ثم يُصبغ باللون الأسود. وأضاف أن التكلفة الإجمالية لكسوة الكعبة تبلغ 17 مليون ريال (حوالي 5،4 ملايين دولار)، مشيرا إلى أنها كانت تُرسل في الماضي من مصر.
مراحل التصنيع
تمر كسوة الكعبة المشرفة بعدة مراحل: الصباغة هي أولاها، وتتم بإزالة الصمغ أولا ثم الصباغة. المرحلة الثانية هي النسيج، وبعدها مرحلة التصميم بعمل دراسات للزخارف والخطوط في الفن الإسلامي، وتليها مرحلة الطباعة، وتُختتم بمرحلة التطريز.
وعقب جميع هذه المراحل يقام في موسم حج كل عام احتفال سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليم كسوة الكعبة المشرفة إلى كبير سَدَنة بيت الله الحرام، ويقوم بتسليم الكسوة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، كما يتم تسليم كيس لوضع مفتاح باب الكعبة تم إنتاجه في المصنع.
وتُصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكار عبارات: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، "الله جل جلاله"، "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"، "يا حنان يا منان". كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سنتيمتراً، وهو مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام 47 متراً، ويتكون من 16 قطعة.
كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها 7 أمتار ونصف المتر، وبعرض 4 أمتار، مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطّن الكسوة بقماش خام.
كما يوجد 6 قطع من الآيات تحت الحزام، وقطعة الإهداء، و11 قنديلاً موضوعة بين أضلاع الكعبة. ويبلغ طول ستارة باب الكعبة 7.5 أمتار بعرض 4 أمتار، مشغولة بالآيات القرآنية من السلك الذهبي والفضي. وعلى الرغم من استخدام أسلوب الميكنة فإن الإنتاج اليدوي ما زال يحظى بالإتقان والجمال الباهر؛ حيث يتفوق في الدقة والإتقان واللمسات الفنية المرهفة والخطوط الإسلامية الرائعة.
يشار إلى أن الكعبة تستبدل ثوبها مرة واحدة كل عام، فيما يتم غسلها مرتين سنويا: الأولى في شهر شعبان، والثانية في شهر ذي الحجة. ويُستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد. ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطّر بدهن العود الثمين.